• الأربعاء. نوفمبر 8th, 2023

عقدة ألكترا.. عشق الفتاة لأبيها.. حدود العلاقة!

أكتوبر 6, 2017

خاص بالأنوار

بقلم رئيس التحرير / سام نان

تحدثنا في العدد الماضي عن عقدة أوديب وكيف أن هذه العقدة إن تُركت بدون علاج سوف تأتي بنتائج سلبية وقد يؤدي الأمر إلى ممارسة الجنس من الإبن لأمه، حتى لو كان عن طريق الاغتصاب الجبري دون رغبة الأم.
في هذا العدد سوف نتحدث عن العقدة العكسية وهي عقدة أليكترا أو وقوع الفتاة في عشق أبيها وتحوُّل العلاقة بينها وبين أمها إلى علاقة حقد وكراهية حيث تغار الفتاة على أبيها من أمها.
وسوف نتعرض إلى تعريف عقدة ألكترا وما هي أعراض الحالة وكيف يكتشفها الأب وكيفية الوقاية منها قبل أن تحدث وكيفية علاجها إن كانت قد حدثت بالفعل وعدم تركها أو إهمالها حتى لا تتفاقم وتأتي بنتائج مؤذية للمشاعر حتى لا تنهدم العلاقة.

أولا: ما هو تعريف عقدة ألكترا بحسب سيغموند فرويد؟

عقدة ألكترا، هو مصطلح أنشأه «سيغموند فرويد» ويشير إلى التعلق اللاوعي للفتاة بأبيها وغيرتها من أمها وكرهها لها، واستوحي فرويد هذا المصطلح من أسطوره ألكترا اليونانية وهو يقابل عقدة اوديب لدي الذكر.
وفيها تقرب البنت من ابيها وينتابها شعور بالغيرة تجاه امها لأنها تراها العقبة التي تقف أمامها في طريق الاستحواذ على أبيها، وتحاول أن تبعد أمها ولكنها لا تقدر.
من هنا تحاول أن تتمثل بأمها أمام أبيها وتكتسب عاداتها وافكارها وسلوكياتها حتى تلفت نطر أبيها لها بدلاً عن أمها، وهنا تاتى اهمية عقدة الكترا التي اعتمدت فكرتها أساساً على سيجموند فرويد الذي انطلق من عقدة أوديب ثم وسّع أفكاره وطورها. مع أنّ فرويد جاء بفكرة العقدة، إلا أنّ الذي أطلق عليها هذه التسمية هو كارل يونغ عام 1913. في الواقع، فإنّ فرويد رفض التسمية التي أطلقها جانغ صراحةً، لأنّها – على حد تعبيره – « تسعى لتوطيد فكرة التشابه بين سلوك كلا الجنسين». لذلك، فإنّ فرويد في جميع كتاباته كان يستخدم تعبير (عقدة أوديب الأنثوية).

فركز فرويد في أبحاثه على سيكولوجية الإناث، وخاصة تلك التي تتعلق بالغريزة الجنسية، كانت محدودة ومقيدة بالأعراف الاجتماعية، حيث المرأة في ذلك الوقت كانت تعتبر مجرد أداة للجنس، كما أنّ المريضات اللواتي كنّ يراجعنه في عيادته كنّ موسومات على أجسادهنّ بأنّهنّ منحلات أخلاقيّاً. «عقدة أوديب الأنثوية» كما كان يطلق عليها فرويد، وضعت من قبله كنموذج نظري مرادف لعقدة أوديب.
أما كارل جانغ اقترح اسم عقدة ألكترا لنظرية فرويد، مستلهماً ذلك من الأسطورة الكترا الإغريقيّة، التي أرادت قتل أمها.

والآن.. ما هي المراحل التي تمرّ بها علاقة الأب بإبنته والتقلّبات العاطفية الناجمة عنها، وأبرز النصائح للتعامل مع الابنة في مختلف هذه المراحل:

1 – الطفولة:
مرحلة الحبّ والاعجاب

في عمر الثلاث سنوات تطور الفتاة في نفسها «عقدة أليكترا»، التي تتجلّى بحبّها غير المحدود لأبيها، فتلجأ الى إتباع كلّ الوسائل المتاحة لتغري الأب وتوقع به بهدف إغاظة أمّها وإحتلال مكانتها.

وفي هذا الاطار ينصح علماء النفس الأم بعدم الردّ على تصرّفات إبنتها وإستفزازاتها لها، ففي هذه المرحلة لا تكون الفتاة واعية كما يقال لتصرّفاتها، أماّ بالنسبة الى الأب فهنا دواره أنه لابد أن يفهم طفلته -بطريقة غير مباشرة- أن أمها هي محط كل اهتمامه وأنه أم لها وأنه «كأب» يحبها كطفلته ولكن يحب أمها كزوجته، أي أن للأب دور كبير في إقناع طفلته أنه بطرق غير مباشرة أن هناك اختلاف في العلاقة بينه وبينها كطفلة وبينه وبين أمها كزوجة له.

الأب… البطل

من أهم العوامل التي تزيد العلاقة بين الأب وابنته وتفاقم حدة العشق منها له، هو زيادة الشركة بينهما، فكلّما إزدادت لقاءات الأب بإبنته كلّما زاد تعلّقها وإعجابها به، وكلّما زاد تقديرها له بحيث يصبح بطلها وحبيبها والرجل الأوّل والوحيد في حياتها، ولا شيء يمكنه أن يزعزع هذه الفكرة.

ولكن بما أنّ المشاعر التي تكنّها الابنة لأبيها تكون قربية من مشاعر الحبّ والغرام، فبالتالي على الأب أن يفرض بعض الحواجز ويضع حدوداً بينهما حتّى ولو حزنت الفتاة المدلّلة، عبر إطلاعها بأنّه لا يجوز أن يتزوّجا لأنّه مغرَم بوالدتها ومرتبط بها… ومع الوقت ستكتشف الفتاة بأنّها تحبّ والدها ولكنّها ليست مغرمة به وستخمد مشاعرها في فترة المراهقة.

الأب المربي

في المراحل الأولى للطفلة، يلعب الأب دوراً هاماً في تكوين شخصية إبنته إذ إنه يعلّمها كيف تكتسب ثقة نفسها بنفسها وكيف تواجه الآخرين والمجتمع وبالتالي عليه أن يشجّعها ويساندها في قراراتها وخياراتها المختلفة.

لذلك يعتبر غياب الأب عن منزله في مراحل تطوّر إبنته، أو على العكس وجوده الدائم بجانبها، يؤثّر بشكل كبير على حياتها المستقبلية. حيث قد تواجه عقبات في التعامل مع الرجال، وعدم الثقة بهم وبذاتها، بالاضافة الى مشاكل في العمل كلّها نتائج عدم مقدرة الأب على فهم حاجات إبنته.
2 – المراهقة:
مرحلة البُعد والجفاء

وعندما تبلغ الفتاة مرحلة المراهقة فإنّ إعجابها بأبيها يستمرّ معها ويصبح خطيراً في حال لم يوضح الامور عبر فرض الحواجز ووضع حدّ لتهيؤاتها وأحلامها. ولتفادي خطر نشوء علاقة غير صحية وغير سليمة بينهما، عليه أن يتجنّب إستخدام تعابير كـ «حبيبتي»، و «حياتي»، و «عمري»… لدى مناداتها، تلك التعابير التي يستخدمها في التعامل مع زوجته فإن هذه الكلمات تجعل الفتاة ترتبك في علاقتها بوالدها. فعندما يوضع هذا الحدّ ستتمكّن الفتاة من إستيعاب حقيقة الوضع والنموّ بشكل سليم.

تبدّل الاولويات

من أهم الأدوار للأب والأم معا هو مساعدة الفتاة في مرحلة المراهقة على اكتشاف هويّتها أكثر، حتى تتبدّل أولوياتها، بحيث لا يعود الأب هو البطل بنظرها وإنّما ينافسه في ذلك مشاهير السينما والموسيقى. ويجنح خيالها إلى من يُسمى بـ «فارس الأحلام».

ويشير علماء النفس الى أنّ «علاقة الأب بالامّ هي التي تؤثّر بشكل كبير على علاقات الفتاة المراهقة العاطفية. فإذا شهدت المراهقة في مراحل حياتها المختلفة على قصص عشق والديها والمشاعر الجميلة التي يكنّانها لبعضهما فإنّها ستحاول أن تعيش التجربة ذاتها، وهذا ما يكسبها مزيداً من الثقة بصورتها كإمرأة تجعلها تحسن إختيار الشريك الذي يناسبها وينسجم مع تطلّعاتها.

اكتشاف الهويّة الخاصة

إن مرحلة المراهقة هي تلك التي تتطوّر فيها الفتاة الصغيرة لتصبح مهيأة لتكون إمرأة ناضجة، فتقضي مزيداً من الوقت في النظافة الشخصية ووضع الماكياج، وتغيير الفساتين كما تبحث عن هويّتها الخاصّة والمستقلّة في شكلها الخارجي… وفي هذه الفترة تبتعد أكثر فأكثر عن أبيها وتتجنّب الدخول الى غرفته من دون أن تطرق على الباب.

والمراهقة مرحلة صعبة على الاب أيضاً، ينجم عنها سلسلة من «الصدمات» وخيبات الأمل، فبعد أن يكون قد إعتاد على قرب إبنته منه فإنّه من الصعب عليه أن يتقبّل بُعدها عنه والمسافة التي تخلقها بينهما. ومن هنا ينصحه الاختصاصيون بتقبّل حقيقة أنّه لم يعد الرجل الوحيد في حياة إبنته. إن إبتعاد الفتاة عن أبيها في هذه المرحلة، يجعلها تقيّم سلوكه في المجتمع نظراً الى سلوكه تجاه والدتها، فتصبح أمّها مرجعها الاوّل وعلى أساس علاقة والديها ببعضهما تحكم عليهما.

3 – مرحلة النضوج: عندما تصبح الابنة أمّاً

بعد مرحلة المراهقة، وإبتعاد الابنة عن أبيها الذي لم يعد الرجل الوحيد في حياتها، وبعد أن تحصل على حبيب وتترك المنزل طلباً للعلم أو العمل مثلاً، وبعد ان تبلغ مرحلة النضوج فإنّ سلسلة جديدة من التحدّيات تلقي بثقلها على الأب. فعندما تخطط الابنة للزواج -ورغم فرحته الكبيرة- يحزن الأب فهذه المرّة إقتنع فعلياً بأنّها إستبدلته برجل آخر وبطل آخر، أمّا الصدمة الفعلية فتكمن عندما تتحضّر لاستقبال مولودها، فتصبح هي أمّاً ويصبح هو الجدّ.

هل تكفي 9 أشهر؟

الاب الذي يتلقّى خبر حمل إبنته يدخل في حالة من الصدمة، وذلك على رغم فرحه بهذا الخبر السار، ولكنّ 9 أشهر تكون كفيلة بجعله يتقبّل الوضع ويتهيّأ لمنصبه الجديد أي منصب الجدّ. ولكنّ هذا المنصب، يحزنه ليس لأنّ إبنته ستهتمّ بطفلها وتنسى والدها، وإنّما لأنّه سيشعر بأنّه تقدّم في السنّ ولم يعد شاباً كما كان عندما كانت لا تزال إبنته طفلة صغيرة تمرح بين ذراعيه. والامومة هي أيضاً المرحلة التي تقارن فيها الإبنة بين نموذجين من الآباء: أبوها وأب إبنها أي زوجها.

ولكن ما أن يتخطّى الأب-الجدّ صدمته، حتّى يعود الى «رشده» ويحوّل عاطفته نحو المولود الجديد ويتخيّل الاوقات المرحة التي سيقضيها برفقته والألعاب التي سيعلّمه إيّاها. وهنا مرحلة جديدة من العلاقات تخلق بين الأب وإبنته وتصبح أكثر متانة، ويحين وقت استيعاب الحقيقة بعد فترة من الخلاف: فتلجأ الامّ الجديدة الى إستشارة والدها والاخذ بنصيحته.
ليصبح هو المرشد الواعي والمُشير الفاهم والحكيم الذي تقبل توبيخه وإرشاداته. والأهم من الكل أنها ستدرك أنه أبٌ لا أكثر.

خلاصة الكلام

فتاة مغرمة بأبيها

مقولة شهيرة؛ كل فتاة تجد في أبيها مواصفات فارس الأحلام الذي تنتظره ليخطفها على حصانه الأبيض، لكن قليلات من تجمعهنّ صداقة فريدة مع آبائهنّ، وينطبق عليهن وصف «بنت أبيها»، فما شكل علاقة مثل هؤلاء الفتيات بآبائهن؟ وإلى أي مدى تؤثر تلك الصداقة في شخصيات الفتيات؟، «لها» تحقق.

فبين الأب وابنته علاقة لا يفهم خباياها إلاّ الطرفان، إذ قد تمرّ بأوقات عصيبة وأهواء متقلّبة ولكنها سرعان ما تتحوّل إيجابيّة وترسو على برّ الأمان والطمأنينة.

فصحيح أنّ أغلب الرجال منحازون ضمنياً إلى أولادهم الذكور، ويفتخرون بوليّ العهد، أي ضمانة استمراريّة العائلة واسمها، لكنهم يُكنّون معزّة خاصة لبناتهنّ، سواء اعترفوا بذلك أو لم يعترفوا. إذ يُقال إنّ الفتاة سرّ أبيها ومدلّلته الأولى، وهو مثالها الأعلى وحاميها! فكيف يمكن تفسير علاقة الأب بابنته؟ يتجلّى حلم كلّ زوجين في تأسيس عائلة وإنجاب البنين والبنات… وتختلف ردود الفعل الأولية إزاء جنس المولود، وخاصة من جانب الأب الذي غالباً يبغي الذكر، لما في ذلك من مفخرة اجتماعية واكتفاء نفسي. إلاّ أنه من المؤكّد أنّ معظم الرجال يبنون علاقة وطيدة ببناتهنّ، بل وتكون أقوى من علاقتهم بأبنائهم الذكور، وذلك لأسباب نفسيّة وعاطفيّة عديدة، أبرزها قدرة الإناث على التواصل والتعبير عن المشاعر وإظهار المودّة والعاطفة بطريقة واضحة وعفويّة.
بيد أنّ العلاقة بين الأب وابنته خاضعة لمعايير مختلفة، وتتأرجح بين الإيجابيّة والسلبيّة، ما بين الطفولة والمراهقة وسنّ الرشد والنضج… إذ تكون تارةً «مثاليّة» وقويّة عاطفياً وسعيدة عائلياً، وطوراً مليئة بالألغاز العاطفية والتقلّبات المزاجيّة والتباين في وجهات النظر.

فعلماء النفس اجتمعوا على أن العلاقة ما بين الأب وابنته تنشأ منذ تكوّنها في رحم والدتها. إذ بمجرّد أن يعرف من خلال الصورة الصوتية أنّ زوجته حامل بفتاة، تنتابه مشاعر متعدّدة ويبدأ بإسقاط أحلامه وطموحاته ورغباته، كما هواجسه ومخاوفه على ابنته منذ هذه المرحلة. فالأب هو الحامي الأوّل للعائلة والأولاد، وتترتّب عليه مسؤوليّات مضاعفة في نظره إزاء ابنته الحسّاسة والرّقيقة، فيأخذ على عاتقه مهمّة متابعتها وحمايتها والانتباه إليها وإحاطتها منذ الصّغر». وتجدر الإشارة إلى أنّ الأب لا يفرّق عادةً في المحبّة بين أولاده، وإن كان علناً يفتخر بابنه الذي سوف يضمن استمراريّة العائلة! إذ إنّه نفسياً وفي اللاوعي يكوّن علاقة حبّ ومودّة مع جميع أولاده ويحرص على تأمين الأفضل لهم.

ويُعدّ الأب بالنسبة لإبنته هو بلا منازع «البطل» في حياتها، بحيث يمثّل «الرّجل الأفضل والأقوى والأجمل» في العالم بالنسبة اليها، وتلجأ إليه لأنه يدلّلها ولا يقسو عليها ولا يرفض لها طلباً. وفي مرحلة الطفولة هذه، يلعب الأب أيضاً دوراً بارزاً في تكوين شخصيّة ابنته ويساعدها على بناء ثقتها بنفسها وهي تتطوّر بحسب نظرته إليها وتشجيعه الدائم ومساندته لها في مختلف قراراتها وتفهّم حاجاتها.
فإن ضرورة المحافظة على العلاقة السوية والمتوازنة بين الأب وابنته منذ الصغر، فلا يجوز أن ينصهرا نفسياً وعاطفياً، وأن تغيب السلطة الأبوية عن العلاقة. فالعلاقة الأمثل هي تلك الثلاثية بين الأب والأم والابنة، لمعرفة حدود كلّ منهم داخل العلاقة. فلا يجوز مثلاً محاولة التعويض عن النقص العاطفي مع الأولاد وإهمال الشريك».

يخضع الإنسان في سنّ المراهقة بحدّ ذاته لضغوطات وتقلّبات هورمونيّة ونفسيّة وعاطفيّة، ما ينعكس احياناً تبدّلاً واضحاً في التصرفات وحتى في الأولويات.
ترى الدكتورة سعادة أنّ «من البديهيّ أن تتبدّل أولويات الفتاة المراهقة عند اكتشافها لهويّتها. إذ تشهد هذه المرحلة من الحياة تقلّبات ورفضاً لصورة الأهل ومبادئهم وأفكارهم وطريقة عيشهم احياناً، فيكون هذا «التمرّد» طبيعياً في هذه السن. إذ تسعى الفتاة إلى تكوين هويّتها الخاصة وفرض وجهات نظرها وتتطوّر لتصبح «مشروع امرأة» ناضجة، ما يفرض نوعاً من الجفاء او البُعد الموقّت ما بين الفتاة والأب. إذ تتغيّر اهتماماتها وتحاول عيش قصّة حبّ خاصة بها، وتهتمّ بشكلها الخارجيّ… فترى نفسها في أمّها أكثر وتلجأ إليها طلباً للنصيحة والدّعم أحياناً». ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه المرحلة صعبة على الوالد أيضاً، إذ عليه أن يتقبّل البُعد والمسافة اللذين تخلقهما ابنته عنه بعد أن يكون قد اعتاد وجودها إلى جانبه واستشارته هو. كما قد تمرّ العلاقة بتوتّر وتشنّج ولحظات انكسار وتباين في وجهات النظر بينهما، لكنها عابرة في معظم الأحيان ولا تنعكس سلباً على العلاقة ككلّ.

أما في مرحلة النضوج، تبرز سلسلة جديدة من التحديات التي ترخي بثقلها على الأب. فعند زواج ابنته، تنتاب الأب مشاعر متناقضة، بين الفرح والسعادة من جهة، والحزن والغصّة من جهة أخرى، إذ يشعر أنه لم يعد الرجل الأوحد في حياتها، لا بل إنها قد «استبدلته» بآخر. وبعد تخطّي «الصدمة العاطفيّة» تلك، ينهمك في التحضير لمكانته الجديدة المرتقبة، أي «الجدّ»، ويحوّل عاطفته نحو الأحفاد. وهنا، تصبح العلاقة بين الأب وابنته اكثر متانةً، إذ تلجأ «الأم الجديدة»، أي ابنته، إليه للنصائح والاستشارات». وتتطوّر العلاقة لتصبح علاقة من الندّ إلى الندّ، مع احترام السلطة الأبويّة والحدود العائليّة بالطبع.

فالعلاقة المستندة إلى العاطفة والاحترام المتبادل والحدود الواضحة بين الأب وابنته، علاقة مثاليّة، يكمّلها وجود الأم المعنوي والعاطفيّ والجسديّ، لتكوين أسرة سعيدة.