• الخميس. نوفمبر 9th, 2023

بقلم رئيس التحرير / سام نان

نهاية أمر خير من بدايته” حكمة قالها سليمان الحكيم، نجدها كثيراً ما تتحقق في شتى نواحي الحياة.

فكثيرون يبدأون الحياة بنجاح وفرح وابتهاج ونصرة ونمو … ولكن للأسف قليلون هم الذين ينهونها بنفس الطريقة، فيخورون في الطريق. ولم ينهوا السباق بنجاح.

لماذا؟ ربما لأن البعض يفضلون أن يعيشوا الحياة السهلة التي لا تضحية فيها وتعب ولا عمل شاق.

فكثيرون يفضلون عدم استكمال السباق، فهناك مَنْ يملون سنوات العلم فيكتفون بشهادة بسيطة بحجة أنهم يريدون أن يشقوا طريق العمل وينخرطون في مجال ما يمارسون فيه مواهبهم، أو ربما يتوقف البعض عن العلم إلى حين أن يرتبط بشريك الحياة.

ولكن ولا واحد منهم سيتمكن من استكمال السباق للنهاية، فالذي ترك العلم ليشق طريق العمل لن يستمر في عمل واحد لينمو فيه، بل سيتركه ليلتحق بغيره وربما لا يرتبط بغيره طويلاً.

والذي ترك العلم ليرتبط فلن يطول ارتباطه طويلا، لأنه من البداية ليس من مبدأه استكمال السباق إلى النهاية، مع أول خلاف سيحدث انفصال، وحتى بدون الخلاف قد لا يستكمل الحياة مع الشريك.

لماذا قد لا يكمل البعض السباق ؟

أولاً: يخورون في الطريق: غير حاملين سلاح الصبر والمثابرة، فعزيمتهم ضعيفة وليست لهم القوة النفسية وإرادة ثابتة، لذلك يصيبهم اليأس بسرعة فيعلنون عن فشلهم وعدم قدرتهم على استكمال السباق.

ثانياً الفتور: فأحياناً تجد البعض مغلوبين ويعيشون حياة الهزيمة: يتغيرون بحسب الظروف، عضلاتهم الروحية ضعيفة، سائرين في مهب الريح، مع التيار، يريدون التمتع بالحياة الرغدة دفع الثمن والتضحية، فتجدهم يعرجون بين الفرقتين.

ثالثاً السقوط: أخطر مجموعة، في هذا الماراثون أولئك الذين يقعون عند مواجهة تجارب الحياة، فلا يستخدمون أسلحة المقاومة والصبر على التجربة إلى حين أن تمرّ العاصفة، فتجدهم سرعان ما يسقطون إذ لا يستطيعون الاستمرار، فيعلنون فشلهم كأسهل طريقة للهروب.

كي نكمل السباق بنجاح نحتاج إلى:

أولاً إيمانك بنفسك: فلو نظرت لنفسك على أنك الشخص غير القادر، لن تتمكن من الركض بهمّة ولن تعدو لتصل بأمان، آمن بذاتك، كن مؤمناً أن لك قدرات وأنك تقدر.. تقدر.. تقدر، فعانق الحياة لتبادلك المعانقة، لأن مَنْ لم يعانقه شوق الحياة يتبخر في جوها ويندثر.

ثانياً تغذى للتقوّى: إن أقوى غذاء للعقل هو العلم والمعرفة والتثقيف، فلقد قيل قديماً “أحب مكان في الدنى سرج سابح، وخير جليس في الزمان كتاب. فليضئ عقلك بالعلم والمعرفة لتعرف كيف تكمل السباق.

ثالثاً كن صاحب هدف: إن لم يكن لديك هدف ينبغي أن تحققه فأنت إنسان بائس، فكر واسأل نفسك لماذا جئت إلى هذا العالم؟ جئت كي تأكل وتشرب وتنام ثم تموت؟ إن الأمر هكذا فما كان داعي في وجودك من الأصل، ولكن كُن صاحب هدف، لا تترك الحياة دون سيرة حسنة وبصمة تُذكرُ بها.