• الجمعة. نوفمبر 10th, 2023

معركة تركيا ضد أكراد سوريا وتنظيم الدولة

أغسطس 26, 2016

تقصف تركيا، على السواء، مقاتلين أكراد من وحدات حماية الشعب الكردي ومسلحي التنظيم المعروف باسم «الدولة الإسلامية» داخل سوريا.
وعلى نطاق واسع، تُعتبر وحدات حماية الشعب الكردي من أكثر العناصر فعالية في القتال ضد تنظيم الدولة. وأثارت هجمات تعرضت لها دعوات من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تركيا لضبط النفس.
وتقول أنقرة إنها ترد على ما تُسمّيه استفزازات من وحدات حماية الشعب الكردي، لكنها طالما حذرت من أن هذه القوات تحقق تقدما ميدانيا شمالي سوريا بالقرب من الحدود التركية.
لماذا تعادي تركيا وحدات حماية الشعب الكردي؟
تعتبر تركيا أن وحدات حماية الشعب الكردي هي امتداد لحزب العمال الكردستاني، وهو جماعة كردية متمردة تقاتل من أجل الحصول على الحكم الذاتي منذ الثمانينيات من القرن الماضي.
وفي العام الماضي، انهار وقف لإطلاق النار بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي. ومنذ ذلك الحين، حصدت اشتباكات بين الطرفين مئات الأرواح.
وبينما تقاتل تركيا الأكراد على أراضيها، تستمر قوات حماية الشعب الكردي في سوريا في خلق منطقة حكم ذاتي لنفسها، تعرف باسم «روجافا». وقد اكتسبت هذه القوات ثقة حلفاء تركيا الدوليين في القتال ضد تنظيم الدولة.
ماذا يقول المجتمع الدولي؟
يعتبر حزب العمال الكردستاني رسميا منظمة إرهابية، وذلك من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكن تركيا فشلت في إقناع حلفائها الغربيين باعتبار قوات حماية الشعب الكردي منظمة إرهابية.
وكانت وزارتا الخارجية والدفاع الأمريكيتان قد حثتا في السابق تركيا على وقف قصفها لقوات وحدات الحماية، وحثت أكراد سوريا على عدم توسيع منطقة الحكم الذاتي الخاضعة لسيطرتهم.
كما دعا الاتحاد الأوروبي تركيا إلى وقف قصف الأراضي السورية، والامتناع عن مزيد من تعقيد جهود القوى الدولية الرامية لوقف الأعمال العدائية.
وحثت الأمم المتحدة تركيا على الامتثال للقانون الدولي في سوريا.
ماذا يقول أكراد سوريا؟
تحقق تقدم لتحالف مدعوم من الولايات المتحدة، بين وحدات الحماية ومقاتلين سوريين عرب ضمن ما يُعرف باسم «قوات سوريا الديمقراطية». وانتزع التحالف السيطرة على مواقع استراتيجية من جماعات إسلامية مسلحة، وذلك بالرغم من القصف التركي المستمر.
وحقق ذلك التحالف تقدما ملموسا بعد طرده لقوات تنظيم الدولة من بلدة منبج الاستراتيجية في وقت سابق من الشهر الجاري. واضطر تنظيم الدولة إلى التراجع إلى بلدة جرابلس على الحدود التركية، والتي يعتقد أنها المحطة القادمة في القتال ضد التنظيم.
وتشعر تركيا بالقلق من سعي الأكراد للسيطرة على بلدة حدودية أخرى هي أعزاز، والتي تعتبر جزءا من «منطقة عازلة» مقترحة بشمال سوريا.
لماذا يتهم الأكراد تركيا بدعم تنظيم الدولة؟
يتهم الأكراد أنقرة باستخدام التحالف الدولي الذي تقودة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة كغطاء لمهاجمة حزب العمال الكردستاني في كل من تركيا والعراق، والآن لمهاجمة وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا.
ويقول الأكراد إن القصف التركي لمواقعهم يساعد تنظيم الدولة في مهاجمة الخطوط الأمامية للمواقع التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا والعراق.
كما أغضب القصف التركي أكراد العراق، إذ أن تنظيم الدولة كثّف هجماته ضد قوات البيشمركة الكردية في منطقة «مخمور»، بالقرب من مدينة الموصل شمالي العراق.
وقال مسؤول كردي عراقي رفيع المستوى في أربيل يُدعى سادي بريا إن «تركيا تدعم تنظيم الدولة وإرهابيي القاعدة علنا وبلا خجل، ضد المقاتلين الأكراد الساعين للحرية».
ما هو دور حزب العمال الكردستاني في كل ذلك؟
يشترك أكراد سوريا، بمن فيهم هؤلاء الذين يقودون وحدات الحماية، مع حزب العمال في الطموح لتأسيس اتحاد كونفيدرالي ديمقراطي يتمتع بحكم ذاتي. لكن وحدات الحماية تنفي مزاعم تركيا بأنها امتداد لحزب العمال الكردستاني.
وحذر زعماء حزب العمال مرارا من «حرب أهلية شاملة» داخل تركيا، ردا على مهاجمة أكراد سوريا.
في غضون ذلك، وسَّع حزب العمال الكردستاني ميدان القتال، من حرب العصابات في المناطق الجبلية إلى حرب المدن، في قلب المدن التركية ذات الغالبية الكردية، بما في ذلك مدينة ديار بكر.
إلى أين يقود كل هذا؟
تقول تركيا إنها ستستمر في مهاجمة أكراد سوريا، طالما شعرت بأنهم يمثلون تهديدا لها.
وعلى الأرجح أن وحدات الحماية الشعبية سوف تتجاهل تهديدات تركيا، وتستمر في محاولة تقدمها للسيطرة على مزيد من المناطق.
وفي يوليو/ تموز 2015، سيطرت تلك القوات على بلدة أبيض الحدودية الاستراتيجية، على الرغم من تحذيرات تركيا لها بعدم الإقدام على ذلك.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، يرجح تصاعد القتال بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي في شكل حرب بالمدن والمناطق الريفية، خاصة بعد فصل الشتاء.